فلسطين : حملة تبرعات لإنشاء مركز تضامن إعلامي جديد في قطاع غزة

* أفريك نيوز – وكالات –
بعد أكثر من عام ونصف على اندلاع الحرب على غزة، لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تواصل قصفها المكثف، في ظل تدهور خطير ومستمر في الأوضاع الإنسانية. وفي خضم هذا المشهد القاتم، يواجه الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون تحديات غير مسبوقة، ويقفون بشجاعة في الصفوف الأمامية لنقل الحقيقة، رغم المخاطر الجسيمة التي تهدد حياتهم.
وفي هذا السياق، يدعو الاتحاد الدولي للصحفيين نقابات وجمعيات الصحفيين حول العالم، إلى جانب المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، إلى المساهمة في دعم إنشاء مركز إعلامي جديد في قطاع غزة، ليكون مساحة آمنة وفعالة تعزز صمود الصحفيين، وتمكنهم من مواصلة أداء رسالتهم المهنية والإنسانية في ظل هذه الظروف القاسية.
تم إنشاء أول مركز للتضامن الإعلامي في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، في يونيو/حزيران 2024، بمبادرة من الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين. وقد وفر مساحة عمل آمنة، إضافة إلى خدمات الكهرباء والإنترنت مجانًا، وهما عنصران أساسيان لإبقاء العالم على اطلاع دائم بما يجري من فظائع في غزة.
وكما عمل المركز كمقر لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في خان يونس، حيث نظمت فيه دورات تدريبية في السلامة المهنية وورش عمل لبناء قدرات الصحفيين الميدانيين الذين يغطون الحرب في ظروف بالغة الخطورة.
وقد تحققت هذه المبادرة بفضل مساهمات من صندوق العدالة الاجتماعية التابع لاتحاد العمل الكندي “يونيفور”، وصندوق التضامن التابع لاتحاد الصحفيين النرويجي، إلى جانب صندوق السلامة التابع للاتحاد الدولي للصحفيين. ويجسد هذا الدعم، الذي يعكس أسمى معاني التضامن الدولي، ركيزة أساسية لتمكين الصحفيين في غزة من مواصلة عملهم في ظل التحديات الجسيمة.
إنشاء مركز إعلامي جديد في قطاع غزة
عاد مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين أجبروا على مغادرة منازلهم، إلى شمال قطاع غزة، والمناطق المحيطة بها في يناير 2025. وقد وجد العديد من الصحفيين وعائلاتهم منازلهم مدمرة بالكامل.
وقال تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، في تصريح للاتحاد الدولي للصحفيين في فبراير 2025: “نحن بحاجة ماسّة إلى الدعم لإعادة بناء قطاع الإعلام في غزة. لقد دمّر القصف الإسرائيلي كل البنى التحتية الإعلامية في القطاع، ويحتاج الصحفيون إلى أماكن عمل لاستئناف عملهم.”
ولا تزال ظروف عمل الصحفيين في غزة في غاية الصعوبة، إذ أدت الغارات الإسرائيلية إلى تدمير شبه كامل للبنية الإعلامية، ولم تبقَ أي غرفة أخبار قائمة. وانطلاقًا من هذا الواقع، وضع الاتحاد الدولي للصحفيين، بالشراكة مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أولوية قصوى لإنشاء مركز جديد للتضامن الإعلامي في قطاع غزة، لتمكين الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي من مواصلة رسالتهم رغم قسوة الظروف.
وقد سمحت بلدية غزة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين باستخدام قطعة أرض تابعة لها في حي الرمال لإقامة هذا المركز. وأبلغ الاتحاد الدولي للصحفيين كلًا من الحكومة الإسرائيلية والأمم المتحدة بنيته إنشاء المركز، الذي سيديره الأمين العام لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وعلى غرار مركز خان يونس، سيوفر المركز الجديد خدمات الكهرباء والإنترنت مجانًا، كما سيعمل كمكتب ميداني لنقابة الصحفيين لتقديم الدعم لأعضائها وللصحفيين العاملين في الميدان.
ويدعو الاتحاد الدولي للصحفيين إلى توفير التمويل اللازم لإطلاق هذا المركز الثاني، ويُعرب عن شكره العميق للمنظمات التي أعلنت التزامها بدعم هذه المبادرة، وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين النرويجيين، واتحاد الصحفيين في فنلندا، ومنظمة “الصحافة الحرة غير المحدودة” التي ستتولى دعم تنصيب ألواح الطاقة الشمسية التي ستشغل المركز الجديد في مدينة غزة .
ويمكن للمنظمات والأفراد الراغبين في دعم مراكز التضامن الإعلامي تقديم تبرعاتهم من خلال الحساب البنكي الموضح أدناه، مع ضرورة الإشارة إلى العبارة التالية في خانة الوصف:
Media Solidarity Centre
FÉDÉRATION INTERNATIONALES DES JOURNALISTES
RUE DE LA LOI 155
1040 BRUXELLES
Account number: BE42 3630 6799 8454
BIC (SWIFT): BBRUBEBB
Communication: Media Solidarity Centre
وفقًا لإحصاءات الاتحاد الدولي للصحفيين، قُتل ما لا يقل عن 170 صحفيًا وعاملًا في وسائل الإعلام الفلسطينية في غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وأصيب عدد كبير منهم، بينما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وقال ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين: “تُثمّن نقابة الصحفيين الفلسطينيين الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الدولي للصحفيين، بالتعاون مع النقابات الشقيقة والصديقة حول العالم، والمنظمات الداعمة لحرية الصحافة وحماية الصحفيين، لا سيما في ما يتعلق بالدعم السياسي والمالي لتعزيز عمل مراكز التضامن الاعلامي التي توفر بيئة عمل يتوفر فيها الانترنت وطاقة شمسية لتوفير الكهرباء وأجهزة كمبيوتر لعمل الصحفيين الذين فقدوا اجهزتهم وخاصة الصحفيين العاملين بشكل مستقل (الفريلانس).
وقال أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين: “من خلال التعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وبفضل تضامن أعضائنا في مختلف أنحاء العالم، توفر مراكز التضامن الإعلامي مساحة آمنة تُمكن الصحفيين من تغطية الأحداث بأمان وأداء رسالتهم في نقل الحقيقة إلى العالم. نؤكد دعمنا الثابت للصحفيين والإعلاميين في غزة، وندعو جميع أعضائنا إلى الوقوف إلى جانب زملائنا الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية ومهنية بالغة الصعوبة.”
اتـرك تـعـلـيـق 0 تـعـلـيـقـات