قمة‭ ‬تعيد‭ ‬رسم‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬وفي‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ ‬الغربي

مشاهدة
أخر تحديث : الإثنين 6 يناير 2025 - 4:11 مساءً
قمة‭ ‬تعيد‭ ‬رسم‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬وفي‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ ‬الغربي

* أفريك نيوز  – 

* بقلم عبد الله البقالي  –

جذبت‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وجمعت‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭‬، رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭‬، و‭‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬ملك‭ ‬المغرب‭‬، وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬الغزواني‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬موريتانيا‭ .‬
ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬التخطيط‭ ‬لهذه‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬السرية‭ ‬المطلقة‭‬، إلى‭ ‬درجة‭ ‬وصفتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوساط‭ ‬الإعلامية‭ ‬و‭‬الديبلوماسية‭ ‬ب‭”‬المفاجئة‭ ‬،‭”‬خصوصا‭ ‬وأنها‭ ‬التأمت‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬أحداث‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬مغايرة‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬التطور،‭ ‬حيث‭ ‬تميزت‭ ‬بمظاهر‭ ‬توطيد‭ ‬و‭‬تثبيت‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭‬نواكشوط‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬بناء‭ ‬حلف‭ ‬إقليمي‭ ‬معادي‭ ‬للمغرب‭‬، ‬و‭‬الهادف‭ ‬إلى‭ ‬عزله‭ ‬و‭‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬الإقليمي‭ .‬و‭‬تجسد‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬في‭ ‬تكثيف‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬و‭‬نواكشوط‭‬، ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬نواكشوط‭ ‬‮‬في‭ ‬المدة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬شنقريحة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يزورها‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد المجيد‭ ‬تبون‭ ‬نفسه‭ .‬
لكن‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬السيل‭ ‬الزاحف‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬أقنعت‭ ‬الحاكمين‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬بالاطمئنان‭ ‬و‭‬تأكيد‭ ‬ثقتهم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬لهم‭ ‬تطويعا‭ ‬للرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬و‭‬بالثقة‭ ‬المطلقة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تسير‭ ‬عليه‭ ‬الأمور، ‬كانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬الأولى‭ ‬بإعلان‭ ‬زيارة‭ ‬خاصة‭ ‬للرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬محمد‭ ‬الغزواني‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الصحية‭ ‬لزوجته، التي‭ ‬كانت‭ ‬تخضع‭ ‬للعلاج‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ .
‬لكن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لافتا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬هو‭ ‬الاستقبال‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬خصصه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬لضيف‭ ‬المغرب‭ ‬الكبير‭ ‬و‭‬إجراء‭ ‬مباحثات‭ ‬رسمية‭ ‬انتهت‭ ‬بإصدار‭ ‬بلاغ‭ ‬رسمي، تم‭ ‬التطرق‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭‬، ‬و‭‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬المغرب‭ ‬نيجيريا‭ .‬
ومباشرة‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬إعفاء‭ ‬جميع‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الموريتاني‭ ‬و‭‬تسمية‭ ‬قادة‭ ‬جدد‭ ‬‭.‬ولم‭ ‬تخف‭ ‬أوساط‭ ‬إعلامية‭ ‬وديبلوماسية‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬قرار‭ ‬الإعفاءات‭ ‬الكثيرة‭ ‬والكبيرة‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الجيش‭ ‬الموريتاني‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بحركة‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬التحضير‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬قادة‭ ‬الجيش‭ ‬الموريتاني‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المخابرات‭ ‬الجزائرية‭ .‬و‭‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬عاد‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخبارية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ .‬
الحقيقة، ‬لم‭ ‬تتسرب‭ ‬معطيات‭ ‬وتفاصيل‭ ‬عن‭ ‬القمة‭ ‬الثلاثية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬لكن‭ ‬مصادر‭ ‬إعلامية‭ ‬و‭‬رصدية‭ ‬أوردت‭ ‬بعض‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ .‬و‭‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬ذكرت‭ ‬مجلة La revue Afrique‭‬ أن‭ ‬القمة‭ ‬بحثت‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬اقتصادي‭ ‬وصفته‭ ‬ب‭”‬الكبير”‭ ‬الذي‭ ‬يخص‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬و‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الواجهة‭ ‬الأطلسية‭ ‬المغربية‭ ‬الموريتانية، ‬حيث‭ ‬ستنجز‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬الأطلسية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وموريتانيا‭ ‬و‭‬تمتد‭ ‬فوائده‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الأفريقي‭ ‬خصوصا‭ ‬السينغال‭ ‬و‭‬النيجر‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭ .‬
من‭ ‬جهته‭ ‬كشف‭ ‬معهد‭” ‬آفاق‭ ‬الجيوبوليتيك‭ “‬كما‭ ‬نقلت‭ ‬ذلك‭ ‬يومية‭ ‬الأحداث‭ ‬المغربية،‭ ‬أن‭ ‬”كلا‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وموريتانيا‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬يعملون‭ ‬معا‭ ‬لتحقيق‭ ‬مشروع‭ ‬استراتيجي‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الساحل‭ ‬الأطلسي‭ ‬للمغرب‭ ‬و‭‬موريتانيا” و‭‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الإعلان‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الضخم‭ ‬سيتم‭ ‬قريبا‭.‬
إلى‭ ‬ذلك‭ ‬كشفت‭ ‬مصادر‭ ‬إعلامية‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬صندوق‭” ‬وصال‭ “‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬سنة‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬و‭‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬و‭‬الكويت‭ ‬و‭‬قطر‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬سيتكلف‭ ‬بتمويل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الضخم‭ .‬و‭‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ستتكلف‭ ‬بالجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التمويل‭ .‬
و‭‬موازاة‭ ‬مع‭ ‬ذلك، ‬و‭‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬التكاملي‭ ‬الذي‭ ‬بني‭ ‬تدريجيا‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭‬، ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومتان‭ ‬الموريتانية‭ ‬و‭‬السنغالية‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬الافتتاح‭ ‬الرسمي‭ ‬لأول‭ ‬بئر‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬يعرف‭ ‬ب‭ ( ‬مشروع‭ ‬السلحفاة‭ ‬الكبرى‭ ‬آحميم‭) ‬الذي‭ ‬تملكه‭ ‬شركتا ‭”‬بي‭ ‬بي‭ ‬البريطانية”‭ ‬و‭”‬كريموف‭ ‬إنيرجي‭ ‬الأمريكية”‭ .‬و‭‬أكد‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬مشترك‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬هذا الصدد‭ ‬أن‭” ‬مشروع‭ ‬الغاز‭ ‬سيوفر‭ ‬طاقة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تناهز‭ ‬2‭,‬5‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬سنويا‭ .‬
و‭‬قلنا‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬يكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬و‭‬استثنائية‭ ‬لأنه‭ ‬يتأسس‭ ‬على‭ ‬الاستغلال‭ ‬المشترك‭ ‬لبئر‭ ‬غاز‭ ‬بين‭ ‬نواكشوط‭ ‬ودكار‭ ‬بما‭ ‬يؤشر‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬حكومة‭ ‬هذين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬بلديهما‭ ‬في‭ ‬السابق‭ .‬
و‭‬في‭ ‬تطور‭ ‬آخر‭ ‬مفاجئ‭ ‬أيضا‭ ‬سارعت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائرية‭ ‬إلى‭ ‬إعفاء‭ ‬سفيرها‭ ‬في‭ ‬نواكشوط‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬عتو‭‬، ‬و‭‬تضاربت‭ ‬المعطيات‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬الإعفاء‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بإعفاء‭ ‬بل‭ ‬بطلب‭ ‬رسمي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الموريتانية‭ ‬يقضي‭ ‬بمغادرة‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬الجزائري‭ ‬التراب‭ ‬الموريتاني‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت، بسبب‭ ‬تدخله‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬الموريتانية‭ ،‬حيث‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إن‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬اتصل‭ ‬بوزير‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الموريتانية‭ ‬و‭‬أبلغه‭ ‬احتجاجه‭ ‬على‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬إحدى‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية‭‬، و‭‬خاطبه‭ ‬بلغة‭ ‬الأمر‭ ‬طالبا‭ ‬منه‭ ‬غلق‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬و‭‬اعتقال‭ ‬المسؤول‭ ‬عنه‭‬، ‬و‭‬رد‭ ‬الوزير‭ ‬الموريتاني‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الموريتانية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات، و‭‬اقترح‭ ‬عليه‭ ‬الالتجاء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭‬، ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬لم‭ ‬يرقه‭ ‬جواب‭ ‬الوزير‭‬، وخاطب‭ ‬الوزير‭ ‬بطريقة‭ ‬اعتبرتها‭ ‬الحكومة‭ ‬الموريتانية‭ ‬غير‭ ‬لائقة، ‬و‭‬مع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأوساط‭ ‬لا‭ ‬تستبعد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬محاولة‭ ‬للتستر‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمغادرة‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬العاصمة‭ ‬دكار، ‬وهي‭ ‬أسباب‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬قرار‭ ‬طلب‭ ‬مغادرة‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬للتراب‭ ‬الموريتاني‭ ‬و‭‬قرار‭ ‬إعفاء‭ ‬قادة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الموريتاني‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يحضرون‭ ‬لعمل‭ ‬ما‭ .‬
و‭‬بين‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بقرار‭ ‬إعفاء‭ ‬عاجل‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائرية‭ ‬بأوامر‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭‬، بسبب‭ ‬فشل‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬نواكشوط‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬التطورات‭ ‬بصفة‭ ‬استباقية‭ ‬وتقديمه‭ ‬لمعطيات‭ ‬خاطئة‭ ‬ورطت‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬الجزائريين‭ ‬و‭‬الرئاسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬علاقتهم‭ ‬مع‭ ‬نواكشوط، حيث‭ ‬قاموا‭ ‬بزيارات‭ ‬رسمية‭ ‬مثلت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬تورطا‭ ‬حقيقيا‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬أحداث‭ ‬معاكسة‭ ‬و‭‬مناهضة‭ ‬لأطماع‭ ‬الجزائر‭.
و‭‬تضاربت‭ ‬المعطيات‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬السفير‭ ‬الجزائري‭ ‬المقال، ‬لكن‭ ‬المؤكد‭‬، ‭‬و‭‬كما‭ ‬نشرت‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام، ‭‬أنه‭ ‬تعرض‭ ‬إثر‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬هواري‭ ‬بومدين‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الجزائرية‭ ‬إلى‭ ‬جلسات‭ ‬استنطاق‭ ‬مطولة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬‮‬المخابرات‭ ‬العسكرية‬‮ ‬الجزائرية‭ ‬طالت‭ ‬لأيام‭ ،‬وهناك‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬المقال‭ ‬تعرض‭ ‬للاعتقال‭ ‬و‬هو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬رهنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تحقيقات‭ ‬مطولة‭ ‬معه‭ .‬‮ ‬
مجمل‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬الكثيرة‭ ‬و‭‬المتسارعة‭ ‬تؤكد‭ ‬وجود‭ ‬متغيرات‭ ‬كثيرة‭ ‬تؤثث‭ ‬مشهد‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬لأفريقيا‭‬، ‬و‭‬تؤشر‭ ‬على‭ ‬انطلاقة‭ ‬فعلية‭ ‬لمبادرة‭ ‬الأطلسي‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬المغرب‭ ‬قبل‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬اليوم‭‬، ‬بعد‭ ‬التحاق‭ ‬موريتانيا‭ ‬بالركب‭ ‬و‭‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الضخم‭‬، ‬في‭ ‬حين‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬انتكاسة‭ ‬كبرى‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬بذل‭ ‬جهودا‭ ‬كبيرة‭ ‬بهدف‭ ‬عزل‭ ‬المغرب‭ ‬و‭‬التضييق‭ ‬عليه، ‬ليجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬معزولا‭ ‬بعدما‭ ‬أشعل‭ ‬فتيل‭ ‬الخلافات‭ ‬مع‭ ‬حكومات‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬باستثناء‭ ‬واحدة‭ .‬

* المصدر – جريدة العلم الالكترونية

شـارك هذا المقال
رابط مختصر

اتـرك تـعـلـيـق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة Afriquenews.ma | أفريك نيوز | Afriquenews الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.