ليبيا تجهز على “التكتل الثلاثي” بزعامة الجزائر

مشاهدة
أخر تحديث : الثلاثاء 7 مايو 2024 - 4:36 مساءً
ليبيا تجهز على “التكتل الثلاثي” بزعامة الجزائر

* أفريك نيوز – الرباط – 

أطلقت ليبيا رصاصة الرحمة على التكتل الثلاثي الذي أعلنت الجزائر عن قيامه في المنطقة المغاربية، بديلا لاتحاد المغرب العربي الذي أسسته الدول المذكورة إلى جانب المغرب وموريتانيا قبل عقود.
وفي أعقاب مباحثات جمعت وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة بالنائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني، أكد الأخير على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت قبل يومين بغامبيا، أن بلاده ملتزمة باتحاد المغرب العربي، مجددا عزم ليبيا على “إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي”، وهو ما يتطلب، بحسبه، إجراء اتصالات والتنسيق بين جميع الأطراف في اتحاد المغرب العربي.
هذا التأكيد الجديد، يعزز مرة أخرى موقف المجلس الرئاسي الليبي من هذه المبادرة برمتها، بعدما أقدم في وقت سابق على إيفاد مبعوثه إلى الرباط، حاملا رسالة خطية إلى الملك محمد السادس من رئيس المجلس محمد يونس المنفي، عقب انتهاء القمة التشاورية الأولى بين تونس والجزائر وليبيا، التي انعقدت في قصر قرطاج الرئاسي بالعاصمة التونسية، في خطوة سياسية لم تخل من إشارات.
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حسن بلوان، أكد في هذا الصدد، وجود إجماع ليبي على أن “تأسيس تكتل مغاربي جديد لا يمكن دون المغرب بوصفه فاعلا تاريخيا واستراتيجيا ومنبعا لجميع المحاولات الوحدوية في شمال إفريقيا”.
وفسر بلوان، في تصريح لـ”الأيام 24″، ما جاء على لسان نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، بكونه استمرارية لموقف ليبيا مما وصفها بـ”المناورة الجزائرية”، في ظل “محاولة لتأليب الدول المغاربية بعضها على بعض”، موضحا أن طرابلس “أرسلت مجموعة من الإشارات التي تؤكد أن الأمر لا يعدو أن يكون لقاء تشاوريا ثلاثيا حول بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، وليس كيانا يكون بديلا عن اتحاد المغرب العربي”.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية، أن بوادر فشل طموح الجزائر انطلقت منذ اللقاء التشاوري الأول، كون الجارة الشرقية للمملكة “تستهدف الالتفاف على اتحاد المغرب الكبير في محاولة فاشلة بكل المقاييس، إن لم نقل إنها ولدت ميتة على اعتبار مجموعة من العوامل، من أجل معاكسة المصالح المغربية ومحاولة عزل الرباط عن محيطها الإقليمي الحيوي في المغرب الكبير”.
وأضاف بلوان، وهو ما يؤدي إلى فشل التكتل الثلاثي في مهده، أنه “لا ينبني على تعاون مثمر بين الجزائر وتونس وليبيا، بل على سياسة الترهيب والابتزاز”، كما أنه، ببرز المتحدث ذاته: “لا يمكن أن ينجح أي كيان مغاربي بدون جميع أطرافه خاصة إذا تعلق الأمر بالمملكة المغربية كمؤثر تاريخي واستراتيجي في هذا الفضاء الإقليمي”.
ولفت الأستاذ الجامعي عينه، إلى أن “محاولة عزل المملكة المغربية تأتي في سياق النجاحات والاختراقات التي حققها المغرب، أبرزها إفشال التهديدات والمشروع الانفصالي الجزائريين، فضلا عن المكانة التي تحتلها المملكة على أكثر من صعيد وترؤسها لمجموعة من المحافل الدولية الأممية والقارية والإقليمية، مع تزايد الروابط التاريخية بين المغرب وعمقه الإفريقي بحكم أن مجموعة من الدول دخلت في تحالفات استراتيجية مع المملكة، مع تزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء”، مشددا على أن مرامي الجزائر “لا تحظى بالإجماع داخل البلاد نفسها، فبالأحرى في تونس وليبيا”.

شـارك هذا المقال
رابط مختصر

اتـرك تـعـلـيـق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة Afriquenews.ma | أفريك نيوز | Afriquenews الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.