البيان الختامي لمجموعة “بريكس” يُخيب آمال أعداء الوحدة الترابية

* أفريك نيوز – متابعة – 

 فشلت جنوب افريقيا والجزائر، في جر دول مجموعة ”بريكس” الاقتصادية، نحو تبني موقف معادٍ لقضية الوحدة الترابية للمغرب، في بيانها الختامي الصادر اليوم الأربعاء 24 غشت الجاري.
ورغم استغلال كل من الجزائر وجنوب افريقيا أشغال القمة لتمرير عدائها للمغرب، سواء من خلال توجيه دعوة رسمية إلى زعيم الجبهة الانفصالية لحضور القمة، أو من خلال الكلمة الافتتاحية لرئيس جنوب افريقيا، الذي قال إن بلاده تدعم ”نضال الشعب الفلسطيني والصحراء الغربية ضد الاستعمار”، وما تلاه من نقل ابراهيم غالي عبر طائرة رئاسية جزائرية إلى العاصمة جوهانسبرغ (رغم ذلك كله)، فإن باقي دول ”البريكس”، وهي روسيا والهند والصين والبرازيل، لم تنسق وراء هذا العداء.
ظهر ذلك من خلال البيان الختامي للقمة الذي أكد أن نزاع الصحراء يقتضي ”حلا سياسيا دائما ومقبولا وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”، دون الانجرار وراء أسطوانة ”الاستعمار” أو ”حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، التي تتبناها الجارة الجزائر ومعها جنوب افريقيا.
جدير ذكره، أن الجزائر وجنوب افريقيا، كانتا تراهنان على القمة من أجل تمرير عدائهما للمغرب، حيث أقحم الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، قضية الصحراء في خطابه الموجه للدول المشاركة في القمة الـ15 لـ ”بريكس”: ”لطالما اعتقدنا أن الحرية التي فزنا بها – والتضامن الدولي الذي استفدنا منه – يفرضان واجبًا علينا هو دعم نضال أولئك الذين ما زالوا يعانون من الاستعمار والقمع العنصري”، قبل أن يوضح أن ما يقصد بكلامه هو دعمه لجبهة ”البوليساريو” الانفصالية التي قارنها بالقضية الفلسطينية.
من جهتها، انتشت وسائل إعلام مقربة من السلطة بحضور ممثلين عن ”البوليساريو” في القمة، واعتبروه إنجازا في مقابل غياب المغرب .
وكان مصدر مأذون من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أفاد بأن التفاعل إيجابا مع الدعوة للمشاركة في اجتماع بريكس/إفريقيا، لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية.
وأوضح المصدر أن “الاجتماع ينظم على قاعدة مبادرة أحادية الجانب للحكومة الجنوب إفريقية” مضيفا أن المغرب قام، بالتالي، بتقييم هذه المبادرة على ضوء علاقته الثنائية المتوترة مع هذا البلد.
وحسب المصدر نفسه، فإن جنوب إفريقيا أبدت، دائما، عدوانية مطلقة تجاه المملكة، واتخذت بطريقة ممنهجة مواقف سلبية ودوغمائية بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وأشار إلى أن بريتوريا ضاعفت، على الصعيد الداخلي وفي إطار الاتحاد الافريقي، من سلوكياتها المعادية بشكل سافر للمصالح العليا للمغرب.
وأكد المصدر المأذون للوزارة أن دبلوماسية جنوب إفريقيا معروفة بتدبيرها اللاجدي والارتجالي والاعتباطي في مجال تنظيم مثل هذا النوع من الأحداث.
وأكد المصدر ذاته أنه “قد أصبح واضحا أن جنوب إفريقيا ستعمل على تحريف طبيعة هذا الحدث وهدفه من أجل خدمة أجندة غير معلنة”، مشيرا إلى أن المغرب استبعد، منذ البداية، أي رد فعل إيجابي تجاه الدعوة الجنوب إفريقية.
وفي ما يتعلق بعلاقة المملكة المغربية بمجموعة ”بريكس”، سجل المصدر المأذون للوزارة أن دبلوماسية جنوب إفريقيا منحت، مرة أخرى، لنفسها الحق للحديث عن المغرب وعن علاقته بدول البريكس، دون استشارة مسبقة، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ “تصورات” لا تعكس الواقع بأي حال من الأحوال.